يُعد التسويق الشفهي (WOMM) طريقة يشارك فيها المستهلكون تجاربهم حول العلامات التجارية مع الآخرين، وهو يعتمد بشكل أساسي على مدى رضاهم عن هذه التجارب. في العصر الرقمي، تمتد قوة التسويق الشفهي بفضل الإنترنت الذي يسهل انتشار الأحاديث والتوصيات بين الناس بسرعة فائقة. لذلك، بدأت الشركات في تطوير استراتيجيات محددة لتحفيز هذا النوع من التسويق، ويمكن تصنيفه إلى فئتين أساسيتين
التسويق الشفهي الطبيعي
ينشأ عندما يروج الأشخاص بشكل ذاتي للعلامات التجارية بفعل تجاربهم الإيجابية معها. هذا النوع من التسويق يتم بدون تحفيز خارجي، حيث يدفع الرضا العميق عن الخدمة أو المنتج الجمهور لمشاركة ذلك مع الآخرين
التسويق الشفهي المدفوع
يتم عندما تبادر الشركات بنشاط لتحفيز الناس على الحديث عن منتجاتها. هذا يشمل إطلاق حملات ترويجية مستهدفة تشجع المستهلكين على مشاركة تجاربهم، عبر تقديم حوافز لذلك
إيجابيات التسويق الشفهي
عند مقارنة التسويق الشفهي بأساليب التسويق الإلكتروني الأخرى، يبرز له مزايا تجعله خيارًا مفضلاً للعديد من العلامات التجارية. بين هذه المزايا
التسويق الشفهي الطبيعي قد لا يكلف المال؛ يكفي أن يكون العميل راضيًا عن المنتج أو الخدمة ليبدأ بتوصيتها لمن حوله، مما يؤدي إلى نتائج ترويجية ممتازة دون أي تكاليف
التسويق الشفهي يعزز ثقة الجمهور، حيث تظهر الدراسات أن 75% من الأشخاص لا يثقون في الإعلانات، لكن 92% يثقون بالتوصيات من الأصدقاء. هذا لأن الناس يثقون أكثر بأقوال الأشخاص القريبين منهم ويعتمدون على توصياتهم لاتخاذ قراراتهم
عيوب التسويق الشفهي
مثل أي استراتيجية تسويقية، التسويق الشفهي له سلبياته التي يجب الأخذ بها في الاعتبار. من المهم تقييم هذه السلبيات وإدارتها للتأكد من تحقيق أقصى فائدة من التسويق الشفهي دون التعرض لآثاره السلبية
صعوبة التحكم بالتسويق الشفهي
واحد من العيوب الرئيسية للتسويق الشفهي هو عدم القدرة على التحكم الكامل فيه، سواء في كيفية حدوثه أو توقيته. لا يمكن ضمان أن العملاء سينقلون تجاربهم الإيجابية، والتجارب السلبية قد تؤثر سلبًا على سمعة العلامة التجارية وتثني العملاء المحتملين
التوقعات غير الواقعية بشأن علامتك التجارية
توصيات الجمهور قد تولد توقعات مرتفعة للغاية عن منتجك، مما يؤدي إلى خيبة أمل العملاء عند التجربة الفعلية، حتى لو لم تكن هناك مشكلة بالمنتج نفسه. هذا النوع من التسويق قد يعتمد أكثر على العاطفة بدلاً من الواقع، مما ينتج عنه ردود فعل سلبية نتيجة للتوقعات غير الواقعية
ما هي أهمية التسويق الشفهي بالنسبة للشركات؟
الفوائد المرتبطة بالتسويق الشفهي تتجاوز مجرد التوفير في التكاليف وبناء الثقة، حيث تسهم بشكل كبير في تعزيز علامتك التجارية وطرق الترويج لمنتجاتك. يمكن إيجاز أهمية ومنافع التسويق الشفهي في ثلاث نقاط رئيسية
بناء وزيادة الوعي بالعلامة التجارية
التسويق الشفهي يعمل على زيادة الوعي بالعلامة التجارية بشكل يشابه التأثير الفيروسي، حيث يمكن للتوصيات من العملاء أن تنتشر بسرعة وتوسع الجمهور المستهدف. بمجرد أن يبدأ العميل في نشر كلمة إيجابية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في عدد الجمهور المحتمل
خلق مجتمع حقيقي لعلامتك التجارية
التسويق الشفهي يساعد في تحويل النظرة تجاه علامتك التجارية من مجرد منتج للشراء إلى قيمة تسويقية حقيقية في أعين العملاء. من خلال مشاركة التجارب الإيجابية، يُبنى جمهور واسع يرى في منتجك قيمة مضافة، مكونًا مجتمعًا من العملاء الوفيين الجدد والقدامى
زيادة المبيعات
من خلال التسويق الشفهي، يمكن التحكم بتكاليف التسويق وزيادة المبيعات عبر الإحالات المجانية من عملائك الحاليين، مما ينقل الثقة بعلامتك التجارية إلى أشخاص جدد ويحفزهم على الشراء. هذه الفوائد تمكنك من جذب عملاء جدد والاحتفاظ بهم كعملاء وفيين طويلي الأمد، ما يعزز أرباح الشركة ويقلل تكاليف جذب عملاء جدد
كيف يمكنك تطبيق استراتيجية التسويق الشفهي في أعمالك؟
العلامات التجارية تسعى لاستغلال كلا نوعي التسويق الشفهي بفعالية، ولا تفضل الانتظار حتى يبادر العملاء بالحديث عنها من تلقاء أنفسهم. بدلاً من ذلك، تعمل على تشجيع وخلق الظروف الملائمة لحدوث التسويق الشفهي من خلال دمجه في استراتيجياتها التسويقية. هذا يشمل اتباع خطوات محددة لتفعيل التسويق الشفهي بشكل استراتيجي
التركيز على أداء الشركة
العنصر الرئيسي لدفع العملاء للشراء وبالتالي الترويج الشفهي لمنتجاتك هو رضاهم عن أداء الشركة وما تقدمه من منتجات. العروض والخصومات لن تجدي نفعاً إن لم تلبي المنتجات توقعات العملاء. التركيز على جودة الأداء يعد أساسياً، ويأتي كل شيء آخر بعدها، مع التركيز على ثلاث نقاط رئيسية للتحسين
جودة المنتجات
لنجاح منتجك، من الضروري أن يلبي احتياجاً معيناً للعملاء، يقدم حلاً لمشكلة أساسية يعانون منها في حياتهم اليومية. الأهمية تكمن في جودة المنتج والقيمة المضافة التي يتيحها لمستخدميه
الاهتمام بتجربة المستخدم
تجربة المستخدم تلعب دوراً حاسماً في نجاح الأعمال اليوم، خاصة مع الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا في الحياة اليومية والأعمال. توفير تجربة سلسة ومميزة يمكن أن يزيد من رضا العملاء، مما يشجعهم على الترويج الشفهي للعلامة التجارية
خدمة العملاء القوية
لتلبية توقعات العملاء بشأن الاستفسارات وحل المشكلات بسرعة، من الضروري وجود قسم خدمة عملاء فعّال يوفر دعماً وحلولاً سريعة